إمام المذهب أبو حنيفة النعمان رحمه الله
إمام المذهب أبو حنيفة النعمان رحمه الله
قال الامام أبو حنيفة في كتابه الفقه الأكبر:
“ﻭﻻ ﻧﺬﻛﺮُ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔُ ( ﻭﻓﻲ ﻧﺴﺨﺔ ﻭﻻ ﻧﺬﻛﺮُ ﺃﺣﺪًﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏِ ﺭﺳﻮﻝِ ﺍﻟﻠﻪِ) ﺇﻻ ﺑﺨﻴﺮ”
قال ملا علي القاري الحنفي في شرحه: أي مجتمعين ومنفردين، يعني وإن صدر من بعضهم بعض ما هو في الصورة شر، فإنه إما كان عن اجتهاد ولم يكن على وجه فساد من اصرار وعناد، بل كان رجوعهم عنه إلى خير ميعاد بناء على حسن الظن بهم.
وقال فضيلة الشيخ مولانا السيد شاه حسن في شرحه على الفقه اﻷكبر ما نصه: ولا نذكر الصحابة إلا بخير ﻻ منفردين ولا مجتمعين لقوله عليه الصلاة والسلام خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. ولذلك ذهب جمهور العلماء إلى أنهم كلهم عدول قبل فتنة عثمان وعلي وكذا بعدها لقوله عليه السلام أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
الامام ابو جعفر الطحاوي
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: “ﻭﻧﺤﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻻ ﻧﻔﺮﻁ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻻ ﻧﺘﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻧﺒﻐﺾ ﻣﻦ ﻳﺒﻐﻀﻬﻢ، ﻭﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ، ﻭﻻ ﻧﺬﻛﺮﻫﻢ ﺇﻻ ﺑﺨﻴﺮ، ﻭﺣﺒﻬﻢ ﺩﻳﻦ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ، ﻭﺑﻐﻀﻬﻢ ﻛﻔﺮ ﻭﻧﻔﺎﻕ ﻭﻃﻐﻴﺎﻥ… ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﻧﺲ ﻭﺫﺭﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺟﺲ، ﻓﻘﺪ ﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎق”.
الامام نجم الدين عمر بن محمد النسفي
الامام نجم الدين عمر بن محمد النسفي هو صاحب العقيدة النسفية قال الامام النسفي في عقيدته: “ونكف عن ذكر الصحابة إلا بخير”.
الامام محمد الفرهاري
قال العلامة محمد بن عبدالعزيز الفرهاري في شرحه على شرح التفتازاني والذي سماه النبراس:
“وما وقع من المخالفات والمحاربات من عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير ثم معاوية رضي الله عنهم لم يكن عن نزاع في خلافة بل كان المحاربون يسلمون خلافته بل عن خطأ في الاجتهاد من معاوية وخص بالذكر ﻷن حربه أشهر من حرب الباقين والخطأ هو الاستعجال في طلب قصاص عثمان رضي الله عنه زعما أن التأخير يوجب جرأة العوام على اﻷكابر وكثيرا ما يفوت المطلوب.
ثم قال: استقل –أي سيدنا معاوية رضي الله عنه- بالملك بعد تسليم الحسن بن علي رضي الله عنهما الخلافة إليه فولى الشام أربعين سنة نيابة واستقلالا ومات في رجب سنة ستين وكان عنده رداء النبي صلى الله عليه وسلم وشعره وظفره فقال كفنوني في ردائه واجعلوا شعره وظفره في مقلتي ومناخري وفي وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين رضي الله عنه”.
ملا رمضان الحنفي
قال ملا رمضان بن محمد الحنفي في حاشيته على شرح العقائد: وما وقع بينهم من المخالفات والمحاربات فله محامل أقل تلك المحامل وقوع الخطأ في الاجتهاد لأن المجتهد قد يخطئ ويصيب.
الامام سعد الدين التفتازاني شارح العقائد
الامام سعد الدين التفتازاني وهو شارح كتاب العقائد قال في شرحه على العقيدة النسفية: “ونكف عن ذكر الصحابة إلا بخير لما ورد في الأحاديث الصحيحة في مناقبهم وما وقع من المخالفات والمحاربات فله محامل، أقل تلك المحامل وقوع الخطأ في الاجتهاد، أو تأويلات فسبهم والطعن فيهم إن كان مما يخالف اﻷدلة القطعية فكفر كقذف عائشة رضي الله عنها وإلا فبدعة وفسق”.
الشيخ جمال الدين الغزنوي الماتريدي
قال الشيخ جمال الدين أحمد الغزنوي الماتريدي تلميذ الامام الكاساني المتوفى سنة 593 للهجرة: “ونسكت عما جرى بينهم رضي الله عنهم أجمعين، وما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما كان مبنيا على الاجتهاد والمناعة من معاوية وعلي. وعلي رضي الله عنه كان مصيبا في جميع ما عمل من خروجه وصلحه وغيرهما دار الحق حيث دار كرم الله وجهه ورضي الله عنه رضى اﻷبرار. وقد قيل لكل مجتهد نصيب وكل مجتهد مصيب إذ ظن علي أن تسليم قتلة عثمان رضي الله عنه مع كثرة عشائرهم واختلاطهم بالعسكر يؤدي إلى اضطراب أمر الامامة في بدايتها فرأى التأخير أصوب وظن معاوية أن تأخير أمرهم مع عظم جنايتهم يوجب العزل من الامامة وتعرض دماء للسفك”.الامام القونوي شارح العقيدة الطحاويةقال الامام محمد القونوي الحنفي الماتريدي في شرحه على العقيدة الطحاوية المسمى بالقلائد شرح العقائد (مخطوط) صفحة 184- 185 :“من أصول مذهب أهل السنة والجماعة كف اللسان عن الوقوع في الصحابة فيجب حمل أمرهم على ما يوجب دفع الطعن بهم وعدم إساءة الظن بهم، فما يحكى عنهم من أحوال يخالف مقتضى حسن الظن بهم فأكثر ما ينقل مخترع بالتعصب ولا أصل له، وما ثبت نقله فالتأويل متطرق إليه. فإنه لزم حسن الظن بعائشة رضي الله عنها أنها تطلب تطفئة الفتنة ولكن يخرج الأمر عن الضبط فأواخر اﻷمور لا تبقى على وفق ما طلب بأوائلها. وكذا بمعاوية رضي الله عنه أنه كان فيما يتعاطاه عن تأويل وظن لأنهم نقلة الدين إلى من بعدهم، المكرمون بصحبة خير البشر، الباذلون أنفسهم وأمولهم في سبيل الله”.الامام أبو المعين النسفي شيخ الماتريدية
الشيخ أبو معين ميمون بن محمد النسفي الماتريدي
الشيخ ملا علي القاريء
معتقد ملا علي القاري في الصحابة رضي الله عنهم إن من النقول التي تستوقف القاريء في كتاب التعليق المفيد هو ما نقل عن الامام ملا علي القاري من كلام يقشعر له البدن في حق سيدنا معاوية رضي الله عنه ويشم منه رائحة الرفض وتحريف المحرفين, ولاسيما أن هذا الكلام لا يقول به إلا من يلمز إلى تكفير أحد من الصحابة وحاشا ملا علي أن يكون منهم. وبعد التوسع في كلام ملا علي القاري وما وُجِدَ من شدة دفاعه عن الصحابة وشدة تمسكه بمذهب السادة الماتريدية تبين أن ما هو منقول عنه مدسوس عليه على الأرجح وإن لم يكن كذلك فعند وجود نقلين متناقضين لا يمكن الجمع بينهما عن نفس الامام ولم يعلم السابق منهما فالأصل أن يسقط النصان ولكن من باب حسن الظن بملا علي ينبغي ترجيح النص الموافق لما عليه أهل السنة والجماعة واسقاط الآخر وترجيح أن يكون مدسوسا عليه.
و قد قال أولاً في نفس الكتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح وهذه النصوص كلها من كلامه عن فضائل الصحابة رضوان الله عليهم.
فقد قال ملا علي القاري رحمه الله: “ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﺪﻭﻝ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺇﺟﻤﺎﻉ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ”. وقال أيضا: “ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺗﺼﻮﻳﺐ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻭﻛﻠﻬﻢ ﻣﺘﺄﻭﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺑﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﺺ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ” وقال أيضا في حديث وأصحابي أمنة لأمتي: “ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻲﺀ ﺍﻟﺸﺮ ﻋﻨﺪ ﺫﻫﺎﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ عليه ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻇﻬﺮﻫﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻓﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺟﺎﻟﺖ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﺴﻨﺪﻭﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﺣﺎﻝ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﻗﻠﺖ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﻗﻮﻳﺖ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ. ﻗﻠﺖ: ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻛﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﺑﺄﻳﻬﻢ ﺍﻗﺘﺪﻳﺘﻢ ﺍﻫﺘﺪﻳﺘﻢ.
وقال أيضا في شرح الحديث المروي عن سيدنا عمر رضي الله عنه:
“ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:(ﺃﻛﺮﻣﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺧﻴﺎﺭﻛﻢ، ﺛﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻧﻬﻢ ﺛﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻧﻬﻢ ﺛﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺤﻠﻒ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺤﻠﻒ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻭﻻ يستشهد، ﺃﻻ ﻣﻦ ﺳﺮﻩ ﺑﺤﺒﻮﺣﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺬ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺃﺑﻌﺪ، ﻭﻻ ﻳﺨﻠﻮﻥ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺛﺎﻟﺜﻬﻢ، ﻭﻣﻦ ﺳﺮﺗﻪ ﺣﺴﻨﺘﻪ ﻭﺳﺎﺀﺗﻪ ﺳﻴﺌﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻦ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺇﻻ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺨﺜﻌﻤﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ ﺛﺒﺖ، (ﺃﻛﺮﻣﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ) ﺃﻱ : ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻼﺣﻘﻴﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻭﺃﻣﻮﺍﺗﺎ (ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺧﻴﺎﺭﻛﻢ) والخطاب للأمة”)
وقال أيضا في شرح حديث: مثل أصحابي في أمتي كمثل الملح لا يصلح الطعام إلا بالملح معقبا على كلام الحسن البصري: ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﻣﻠﺤﻨﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺼﻠﺢ؟: “ﺃﻱ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻗﻠﺖ -أي ملا علي-: ﻧﺼﻠﺢ ﺑﻜﻼﻣﻬﻢ ﻭﺭﻭﺍﻳﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﻭﺣﺎﻻﺗﻬﻢ ﻭباﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺄﺧﻼﻗﻬﻢ ﻭﺻﻔﺎﺗﻬﻢ”
وقال أيضا في شرح الحديث الضعيف: ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدا ونورا لهم يوم القيامة: “أي إلا حشر ذلك الأحد من أصحابي قائدا لتلك الأرض ونورا أي هاديا لهم يوم القيامة”.
وقال أيضا معقبا على كلام السيد جمال الدين: ” ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ: ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻟﻠﻐﺮﺽ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ، ﻓﻼ يشكل ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺓ. ﻗﻠﺖ-أي ملا علي القاري-: ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟناﺷﺊ ﻋﻦ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻛﻞ، ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻓﻼ ﻳﻘﺎﺱ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ بالحدادين”.
فهذا جملة من كلامه في الصحابة رضي الله عنهم فانظر إلى وصفه لهم بالملوك وتعنيفه على السيد جمال الدين وكلامه عن سيدنا معاوية رضي الله عنه الموافق لما عليه أهل السنة والجماعة والبعيد كل البعد عن الكلام المدسوس عليه في نفس الكتاب حين يتكلم عن حديث ويح عمار.
ومما يؤكد ذلك كلامه في شرح الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة رضي الله عنه: ” (ﻭﻻ ﻧﺬﻛﺮُ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔُ -ﻭﻓﻲ ﻧﺴﺨﺔ ﻭﻻ ﻧﺬﻛﺮُ ﺃﺣﺪًﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏِ ﺭﺳﻮﻝِ ﺍﻟﻠﻪِ- ﺇﻻ ﺑﺨﻴﺮ) أي مجتمعين ومنفردين، يعني وإن صدر من بعضهم بعض ما هو في الصورة شر، فإنه إما كان عن اجتهاد ولم يكن على وجه فساد من اصرار وعناد، بل كان رجوعهم عنه إلى خير ميعاد بناء على حسن الظن بهم”.
فهذا كلامه في بيان عقيدته وعقيدة الإمام الأكبر رضي الله عنه فكيف يظن به أن يحيد عنها أو يخالفها!