هذا النوع من السحر قد يكون أيامًا وشهورًا أو سنوات حسب الزمن الذي عمل له هذا الطلسم، ومن هذا النوع ما يستمر قروناً وكثيراً ما سمعنا بلعنة الفراعنة التي لاحقت علماء الآثار بمصر، وتفسير هذه الظاهرة أن المصريين القدامى كانوا متمرسين في السحر وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة موسى مع سحرة فرعون وهؤلاء المصريين كانوا إذا مات أحد منهم دفنوا معه متاعه من ذهب وجواهر وأواني … ورسموا على تابوته طلاسم سحرية تحمي قبره من اللصوص الذين يحاولون سرقة هذه الكنوز، وقد وجد أن كثيراً من علماء الآثار في هذا القرن يصابون بالمصائب والكوارث تلاحقهم.
وأشهر ما وقع: (قصة حدثت في بداية القرن العشرين بدأت مع “ميتر دوجلاس موراي” أحد السياسيين الإنجليز وعند زيارته لمصر مع صديقين له عرض عليه الترجمان الذي رافقه أن يبيع له مومياء مصرية بحالة جيدة، وقد أكدت الكتب “الهيروغليفية” التي فوق الصندوق أن المومياء التي كانت فيه هي جثة كبيرة الكهنة في معبد “آمون رع”، وحفرت على الصندوق صورة رائعة لها بالمينا والذهب ….
أحس “مستر دوجلاس” بصوت داخلي يطلب منه ترك المومياء وشأنها إلا أنه وافق على شرائها نظرًا لجمالها من جهة ولأن صديقيه حاول كل منهما أن يشتري المومياء واقترعوا ووقعت القرعة على “مستر دوجلاس” فأمر بإرسالها إلى الفندق تمهيدًا لشحنها إلى عنوانه بلندن، وبعد ذلك بأيام ذهب دوجلاس يصطاد كعادته فانفجرت البندقية في يده اليمنى، ولما عاد الى القاهرة قاطعًا رحلة الصيد لعلاج ذراعه أمر الأطباء بضرورة بتر ذراعه وهذا ما حدث بالفعل.
وكانت هذه المومياء شؤمًا على صديقيه أيضًا‘ حيث أصيب الاثنان بمرض عضال ومات متأثرين به ولما عاد دوجلاس لمنزله بلندن وكان الصندوق سبقه إلى هناك أحس بأن عيني الكاهنة المحفورة فوق الصندوق تنظر إليه نظرة الكراهية والبغض وكأنها عادت للحياة من جديد!! فارتعدت مفاصله وحكى القصة لصديقة له تسمى “جاكلين” فسخرت منه واشترت منه الصندوق وبمجرد أن وصلت المومياء لدارها في إحدى ضواحي لندن توالت عليها الكوارث فسقطت والدتها من على السلم وأصيبت بكسر في ركبتها وظلت تعاني شهورًا إلى أن ماتت، وهرب خطيب جاكلين منها في ظروف غامضة واستمرت الكوارث حيث ماتت كل الدواجن والطيور التي كانت تربيها في حظيرة المنزل وانسعرت ثلاثة كلاب كانت تحتفظ بها للحراسة واضطرت لإعدامها ثم مرضت جاكلين بمرض عضال لم يستطع أحد أن يشخصه.
استدعت “جاكلين” محاميها لتكتب له وصيتها فما كان من المحامي إلا أن أعاد الصندوق إلى “مستر دوجلاس” فاعتزم “دوجلاس” أن يرسل الصندوق إلى القسم المصري في المتحف البريطاني وترك الأمر لصديقه يتولاه، ولكن هذا الصديق كان من المغرمين بتاريخ مصر القديمة فظن أن الفرصة مواتية لاقتناء الصندوق حيث نقله لمنزله وبعد عدة أيام توفي هذا الرجل لأنه تناول خطأ مادة سامة على أنها دواء مسكن.
وعندما وصلت المومياء للمتحف البريطاني حدثت عدة حوادث مزعجة في المتحف وحاول أحد الرسامين رسم الصندوق أربع مرات إلا أنه كانت تحدث له حادثة تمنعه من الرسم وفي المرة الخامسة استطاع أن يرسمه فأصيب في حادثة حطمت اللوحة التي رسمها تماماً، ولما ضاق المسؤولون بالمتحف، قرروا إهداءها إلى القسم المصري بمتحف نيويورك وشحنوها فعلاً على ظهر الباخرة الشهيرة “تيتانيك” وقد استقرت هذه الباخرة هي والمومياء في قاع المحيط الأطلسي وكان ذلك في أبريل عام 1912م)
المصدر: حوار مع الجن/ الصحفي أسامة الكرم ص: 158-159.