إن الإمام الأعظم أبا حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفي رحمه الله هو من كبار حفاظ الحديث وأئمته، فقد قال الحافظ محمد بن يوسف الصالحي الشافعي مؤلف كتاب السيرة الكبرى الشامية: “اعلم رحمك الله تعالى أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى من كبار حفاظ الحديث، قد تقدم أنه أخذ عن أربعة آلاف شيخ من أئمة التابعين وغيرهم، وذكره الحافظ الناقد أبو عبد الله الذهبي في كتابه الممتع (تذكرة الحافظ) من المحدثين، ولقد أصاب وأجاد، ولولا كثرة اعتنائه بالحديث ما تهيأ له استنباط مسائل الفقه، فإنه أول من استنبطه من الأدلة”. (كتاب المبسوط للإمام السرخسي)
وروى الخطيب عن إسرائيل بن يونس قال: “نعم الرجل النعمان -أبو حنيفة- ما كان أحفظه لكل حديث في فقه، وأشد فحصه عنه، وأعلمه بما فيه من الفقه” وروى أيضاً عن أبي يوسف قال: “ما رأيت أحداً أعلم بتفسير الحديث ومواضع النكت فيه من الفقه من أبي حنيفة”. (كتاب المبسوط للإمام السرخسي)
وروى أبو عبد الله الصيمري أن الأعمش سئل عن مسائل، فقال لأبي حنيفة ما تقول فيها؟ قال: كذا وكذا، فقال: من أين لك هذا؟ قال: أنت حدثتنا عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، وحدثتنا عن فلان عن فلان الصحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، وسرد عدة أحاديث على هذا النمط، فقال الأعمش: “حسبك ما حدثتك به في مائة يوم تحدثني به في ساعة واحدة، ما علمت أنك تعمل بهذه الأحاديث، يا معشر الفقهاء أنتم الأطباء ونحن الصيادلة، وأنت أيها الرجل أخذت بكلا الطرفين”. (كتاب المبسوط للإمام السرخسي)
المسانيد التي رويت عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله خمسة عشر مسنداً، بعضها مطبوعة وبعضها لم يتم العثور عليه حتى الآن، والمُسند الذي نضعه بين أيدي حضراتكم هو من جمع وتأليف الحافظ أبي نعيم الأصبهاني رحمه الله، وقد تميز عن سائر المسانيد المطبوعة بذكر المتابعات، والشواهد، وجمع الطرق، وبيان العلل الواردة فيه.
لتنزيل الكتاب اضغط على الصورة أو هنا
